حـــــــــــــــرامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


احنا حرامية اون لاين.بنسرق كل جديد ومهم من كل منتدي ونلمه في منتدي واحد.ومن الامانة والصدق اننا نذكر صاحب الموضوع الاصلي الي تعب فيه طبعا.
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عــمــر بـن الـخـطـاب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
magdikamel
Admin
Admin
magdikamel


عدد الرسائل : 392
العمر : 40
الموقع : http://www.magdikamel.8m.com
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

عــمــر بـن الـخـطـاب Empty
مُساهمةموضوع: عــمــر بـن الـخـطـاب   عــمــر بـن الـخـطـاب Icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 4:30 pm

عــمــر بـن الـخـطـاب 7094ha0xe1lj2



عــمــر بـن الـخـطـاب

ثاني الخلفاء الراشدين ؛ و فيما يلي تعريف بعمر بن الخطاب:



عمر بن الخطاب هو ثاني الخلفاء الراشدين و أول من نودي بلقب أمير المؤمنين

فكان الصحابة ينادون أبو بكر الصديق بخليفة رسول الله وبعد تولي عمر الخلافة

نودي عمر بخليفة خليفة رسول الله فأتفق الصحابة على تغيير الأسم إلى أمير

المؤمنين ، كان من أصحاب محمد بن عبد الله رسول الإسلام صلي الله عليه و

سلم، اسمه عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن

عدي بن كعب بن لؤي. وفي كعب يجتمع نسبه مع نسب محمد بن عبد الله رسول

الإسلام. أمه حنتمة بنت هشام المخزوميه أخت أبي جهل. هو أحد العشرة

المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهادهم. أول من عمل بالتقويم الهجري.


لقبه الفاروق. وكنيته أبو حفص، وقد لقب بالفاروق لأنه كان يفرق بين الحق

والباطل ولا يخاف في الله لومة لائم.

أنجب اثني عشر ولدا، ستة من الذكور هم عبدالله وعبد الرحمن و زيد و عبيدالله

وعاصم وعياض، وست من الإناث وهن حفصة و رقية و فاطمة و صفية

و زينب وأم الوليد.

"ولادته"

ولد قبل بعثة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه و سلم- بثلاثين سنة وكان عدد

المسلمين يوم أسلم تسعة وثلاثين مسلما.

وامتدّت خلافة عمر 10 سنين و 6 أشهر وأربعة أيام.


"إسلامه"

ظلَّ عمر على حربه للمسلمين وعدائه للنبي حتى كانت الهجرة الأولى إلى

الحبشة، وبدأ عمر يشعر بشيء من الحزن والأسى لفراق بني قومه وطنهم بعدما

تحمَّلوا من 'التعذيب' والتنكيل، واستقرَّ عزمه على الخلاص من محمد؛ لتعود إلى

قريش وحدتها التي مزَّقها هذا الدين الجديد! فتوشَّح سيفه، وانطلق إلى حيث

يجتمع محمد وأصحابه في دار الأرقم، وبينما هو في طريقه لقي رجلاً من بني

زهرة فقال: أين تعمد يا عمر؟ قال: أريد أن أقتل محمدًا، فقال: أفلا ترجع إلى أهل

بيتك فتقيم أمرهم! وأخبره بإسلام أخته "فاطمة بنت الخطاب"، وزوجها

"سعيد بن زيد بن عمر" (رضي الله عنه)، فأسرع "عمر" إلى دارهما، وكان

عندهما خباب بن الأرت يتلو عليهم صحيفة فيها من وحي الله يتدارسونها

وقرئهما سورة "طه". قرع عمر الباب عليهم قرعا رهيبا... وقيل من؟ قال:

عمر ... أما خباب فسارع إلى مخبأ في الدار ، وأخفت "فاطمة" الصحيفة،

فدخل عمر ثائرًا، فوثب على سعيد فضربه، ولطم أخته فأدمى وجهها، فلما رأى

الصحيفة تناولها فقرأ ما بها، فشرح الله صدره للإسلام ، وسار إلى حيث النبي

(صلى الله عليه وسلم) وأصحابه، فلما دخل عليهم وجل القوم، فخرج إليه النبي

(صلى الله عليه وسلم)، فأخذ بمجامع ثوبه، وحمائل السيف، وقال له: أما أنت

منتهيًا يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال، ما نزل بالوليد بن المغيرة؟

فقال عمر: يا رسول الله، جئتك لأومن بالله ورسوله وبما جاء من عند الله، فكبَّر

رسول الله والمسلمون، فقال عمر: يا رسول الله، ألسنا على الحق إن متنا وإن

حيينا؟ قال: بلى، قال: ففيم الاختفاء؟ فخرج المسلمون في صفين حتى دخلوا

المسجد، فلما رأتهم قريش أصابتها كآبة لم تصبها مثلها، وكان ذلك أول ظهور

للمسلمين على المشركين، فسمَّاه النبي (صلى الله عليه وسلم) "الفاروق" منذ

ذلك العهد.يقول عبد الله بن مسعود قال: "كان إسلام عمر فتحا، وكانت هجرته

نصرا، وكانت إمارته رحمة. ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي في البيت حتى

أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا"

كان إسلام عمر بن الخطاب في ذي الحجة من السنة السادسة للدعوة، وهو ابن

ست وعشرين سنة، وقد أسلم بعد نحو أربعين رجلاً، ودخل "عمر" في الإسلام

بالحمية التي كان يحاربه بها من قبل، فكان حريصًا على أن يذيع نبأ إسلامه في

قريش كلها، وزادت قريش في حربها وعدائها لمحمد وأصحابه؛ حتى بدأ

المسلمون يهاجرون إلى "المدينة" فرارًا بدينهم من أذى المشركين، وكانوا

يهاجرون إليها خفية، فلما أراد عمر الهجرة تقلد سيفه، ومضى إلى الكعبة فطاف

بالبيت سبعًا، ثم أتى المقام فصلى، ثم نادى في جموع المشركين: "من أراد أن

يثكل أمه أو ييتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي".

وفي "المدينة" آخى النبي (صلى الله عليه وسلم) بينه وبين "عتبان بن مالك"

وقيل: "معاذ بن عفراء"، وكان لحياته فيها وجه آخر لم يألفه في مكة، وبدأت

تظهر جوانب عديدة ونواح جديدة، من شخصية "عمر"، وأصبح له دور بارز في

الحياة العامة في "المدينة".

باسلام الفاروق ظهر الاسلام في مكة اذ قال للرسول - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون في دار الأرقم Sad والذي بعثك بالحق لتخرجن ولنخرجن معك )

وخرج المسلمون ومعهم عمر ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبة دون أن تجـرؤ قريش على اعتراضهم أو منعهم ، لذلك سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( الفاروق ) لأن الله فرق بين الحق والباطل ومن آقواله الشهيره (( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا ))






لسان الحق



هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومن علماء الصحابة وزهادهم ، وضع الله الحق على لسانه اذ كان القرآن ينزل موافقا لرأيه ، يقول علي بن أبي طالب Sad إنّا كنا لنرى إن في القرآن كلاما من كلامه ورأياً من رأيه ) كما قال عبد الله بن عمر Sad مانزل بالناس أمر فقالوا فيه وقال عمر ، إلا نزل القرآن بوفاق قول عمر )



‏عن ‏أبي هريرة ‏-‏رضي الله عنه- ‏‏قال :‏ ‏قال رسـول اللـه ‏-‏صلى اللـه عليه وسلم-‏ ‏Sad لقد كان فيما قبلكم من الأمم ‏‏محدثون ،‏ ‏فإن يك في أمتي أحد فإنه ‏‏عمر ‏) ‏



‏عن ‏أبي هريرة ‏‏قال ‏: ‏قال النبي ‏ ‏-صلى الله عليه وسلم Sad ‏ لقد كان فيمن كان قبلكم من ‏بني إسرائيل‏ ‏رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء ، فإن يكن من أمتي منهم أحد ‏‏فعمر ) ‏‏قال ‏‏ابن عباس ‏-‏رضي الله عنهما-Sad ‏‏من نبي ولا محدث ‏)

(( موافقة القرآن لرأي عمر ))
تميز "عمر بن الخطاب" بقدر كبير من الإيمان والتجريد والشفافية، وعرف

بغيرته الشديدة على الاسلام وجرأته في الحق، كما اتصف بالعقل والحكمة وحسن

الرأي، وقد جاء القرآن الكريم، موافقًا لرأيه في مواقف عديدة - كل ذلك حسب

الروايات والمنظور السني - من أبرزها: قوله للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يا

رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى: فنزلت الآية (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) [ البقرة: 125]، وقوله يا رسول الله، إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن، فنزلت آية الحجاب: (وإذا سألتموهن متاعًا فسألوهن من وراء حجاب) [الأحزاب: 53].

وقوله لنساء النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد اجتمعن عليه في الغيرة: (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجًا خيرًا منكن) [ التحريم: 5] فنزلت ذلك.

ولعل نزول الوحي موافقًا لرأي "عمر" في هذه المواقف هو الذي جعل النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول:

جعل الله الحق على لسان عمر وقلبه. رواه الترمذي

وروي عن ابن عمر: "ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه عمر بن الخطاب، إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر رضي الله عنه".

فتح بيت المقدس على يدي عمر بن الخطاب





ذكره أبو جعفر بن جرير في هذه السنة عن رواية سيف بن عمر وملخص ما ذكره هو وغيره أن أبا عبيدة لما فرغ من دمشق كتب إلى أهل إيليا يدعوهم إلى الله والى الإسلام أو يبذلون الجزية أو يؤذنون بحرب فأبوا أن يجيبوا إلى ما دعاهم إليه فركب إليهم في جنوده واستخلف على دمشق سعيد بن زيد ثم حاصر بيت المقدس وضيق عليهم حتى أجابوا إلى الصلح بشرط أن يقدم إليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فكتب إليه أبو عبيدة بذلك فاستشار عمر الناس في ذلك فأشار عثمان بن عفان بأن لا يركب إليهم ليكون أحقر لهم وأرغم لأنوفهم وأشار علي بن أبي طالب بالمسير إليهم ليكون أخف وطأة على المسلمين في حصارهم بينهم فهوى ما قال علي ولم يهو ما قال عثمان وسار بالجيوش نحوهم واستخلف على المدينة علي بن أبي طالب وسار العباس بن عبد المطلب على مقدمته فلما وصل إلى الشام تلقاه أبو عبيدة ورؤوس الأمراء كخالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان فترجل أبو عبيدة وترجل عمر فأشار أبو عبيدة ليقبل يد عمر فهم عمر بتقبيل رجل أبي عبيدة فكف أبو عبيدة فكف عمر.

ثم سار حتى صالح نصارى بيت المقدس واشترط عليهم إجلاء الروم إلى ثلاث ثم دخلها إذ دخل المسجد من الباب الذي دخل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء ويقال أنه لبى حين دخل بيت المقدس فصلى فيه تحية المسجد بمحراب داود وصلى بالمسلمين فيه صلاة الغداة من الغد فقرأ في الأولى بسورة ص وسجد فيها والمسلمون معه وفي الثانية بسورة بني إسرائيل ثم جاء إلى الصخرة فاستدل على مكانها من كعب الأحبار وأشار عليه كعب أن يجعل المسجد من ورائه فقال ضاهيت اليهودية ثم جعل المسجد في قبلي بيت المقدس وهو العمري اليوم ثم نقل التراب عن الصخرة في طرف ردائه وقبائه ونقل المسلمون معه في ذلك وسخر أهل الأردن في نقل بقيتها وقد كانت الروم جعلوا الصخرة مزبلة لأنها قبلة اليهود حتى أن المرأة كانت ترسل خرقة حيضتها من داخل الحوز لتلقى في الصخرة وذلك مكافأة لما كانت اليهود عاملت به القمامة وهى المكان الذي كانت اليهود صلبوا فيه المصلوب فجعلوا يلقون على قبره القمامة فلأجل ذلك سمى ذلك الموضع القمامة وانسحب الاسم على الكنيسة التي بناها النصارى هنالك وقد كان هرقل حين جاءه الكتاب النبوي وهو بإيلياء وعظ النصارى فيما كانوا قد بالغوا في إلقاء الكناسة على الصخرة حتى وصلت إلى محراب داود قال لهم إنكم لخليق أن تقتلوا على هذه الكناسة مما امتهنتم هذا المسجد كما قتلت بنو إسرائيل على دم يحيى بن زكريا ثم أمروا بإزالتها فشرعوا في ذلك فما أزالوا ثلثها حتى فتحها المسلمون فأزالها عمر بن الخطاب وقد استقصى هذا كله بأسانيده ومتونه الحافظ بهاء الدين بن الحافظ أبي القاسم بن عساكر في كتابه المستقصى في فضائل المسجد الأقصى.

وذكر سيف في سياقه أن عمر رضى الله عنه ركب من المدينة على فرس ليسرع السير بعد ما استخلف عليها علي بن أبي طالب فسار حتى قدم الجابية فنزل بها وخطب بالجابية خطبة طويلة بليغة منها أيها الناس أصلحوا سرائركم تصلح علانيتكم واعملوا لآخرتكم تكفوا أمر دنياكم واعلموا أن رجلا ليس بينه وبين آدم أب حي ولا بينه وبين الله هوادة فمن أراد لحب طريق وجه الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو مع الاثنين أبعد ولا يخلون أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن وهي خطبة طويلة اختصرناها.

ثم صالح عمر أهل الجابية ورحل إلى بيت المقدس وقد كتب إلى أمراء الأجناد أن يوافوه في اليوم الفلاني إلى الجابية فتوافوا أجمعون في ذلك اليوم إلى الجابية فكان أول من تلقاه يزيد بن أبي سفيان ثم أبو عبيدة ثم خالد بن الوليد في خيول المسلمين وعليهم يلامق الديباج فسار إليهم عمر ليحضنهم فاعتذروا إليه بأن عليهم السلاح وأنهم يحتاجون إليه في حروبهم فسكت عنهم واجتمع الأمراء كلهم بعدما استخلفوا على أعمالهم سوى عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة، فينما عمر في الجالبية إذا بكردوس من الروم بأيديهم سيوف مسللة فسار إليهم المسلمون بالسلاح فقال عمر إن هؤلاء قوم يستأمنون فساروا نحوهم فإذا هم جند من بيت المقدس يطلبون الأمان والصلح من أمير المؤمنين حين سمعوا بقدومه فأجابهم عمر رضى الله عنه إلى ما سألوا وكتب لهم كتاب أمان ومصالحة وضرب عليهم الجزية واشترط عليهم شروطا ذكرها ابن جرير وشهد في الكتاب خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان وهو كاتب الكتاب وذلك سنة خمس عشرة ثم كتب لأهل لد ومن هنالك من الناس كتابا آخر وضرب عليهم الجزية ودخلوا فيما صالح عليه أهل إيلياء.

ولما صالح أهل الرملة وتلك البلاد أقبل عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة حتى قدما الجابية فوجدا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب راكبا فلما اقتربا منه أكبا على ركبتيه فقبلاها واعتنقهما عمر معا رضى الله عنهم قال سيف ثم سار عمر إلى بيت المقدس من الجابية وقد توخى فرسه فأتوه ببرذون فركبه فجعل يهملج به فنزل عنه وضرب وجهه وقال لا علم الله من علمك هذا من الخيلاء ثم لم يركب برذونا قبله ولا بعده ففتحت إيلياء وأرضها على يديه ماخلا أجنادين فعلى يدي عمرو وقيسارية فعلى يدي معاوية هذا سياق سيف بن عمر وقد خالفه غيره من أئمة السير فذهبوا إلى أن فتح بيت المقدس كان في سنة ست عشرة.

قال أبو مخنف لما قدم عمر الشام فرأى غوطة دمشق ونظر إلى المدينة والقصور والبساتين تلا قوله تعالى كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين
ثم أنشد قول النابغة:

هما فتيا دهر يكر عليهما == نهار وليل يلحقان التواليا
إذا ما هما مرا بحي بغبطة == أناخا بهم حتى يلاقوا الدواهيا

وقد روينا أن عمر حين دخل بيت المقدس سال كعب الأحبار عن مكان الصخرة فقال يا أمير المؤمنين اذرع من وادي جهنم كذا وكذا ذراعا فهي ثم فذرعوا فوجدوها وقد اتخذها النصارى مزبلة كما فعلت اليهود بمكان القمامة وهو المكان الذي صلب فيه المصلوب الذي شبه بعيسى فاعتقدت النصارى واليهود أنه المسيح وقد كذبوا في اعتقادهم هذا كما نص الله نص الله تعالى على خطئهم في ذلك والمقصود أن النصارى لما حكموا على بيت المقدس قبل البعثة بنحو من ثلثمائة سنة طهروا مكان القمامة واتخذوه كنيسة هائلة بنتها أم الملك قسطنطين باني المدينة المنسوبة إليه واسم أمه هيلانة الحرانية البندقانية وأمرت ابنها فبنى للنصارى بيت لحم على موضع الميلاد وبنت هي على موضع القبر فيما يزعمون والغرض أنهم اتخذوا مكان قبلة اليهود مزبلة أيضا في مقابلة ما صنعوا في قديم الزمان وحديثه فلما فتح عمر بيت المقدس وتحقق موضع الصخرة أمر بإزالة ما عليها من الكناسة حتى قيل أنه كنسها بردائه ثم استشار كعبا أين يضع المسجد فأشار عليه بأن يجعله وراء الصخرة فضرب في صدره وقال يا ابن أم كعب ضارعت اليهود وأمر ببنائه في مقدم بيت المقدس قال الإمام أحمد حدثنا أسود بن عامر ثنا حماد بن سلمة عن أبي سنان عن عبيد بن آدم وأبي مريم وأبي شعيب أن عمر بن الخطاب كان بالجابية فذكر فتح بيت المقدس قال قال ابن سلمة فحدثنى أبو سنان عن عبيد بن آدم سمعت عمر يقول لكعب أين ترى أن أصلى قال إن أخذت عنى صليت خلف الصخرة وكانت القدس كلها بين يديك فقال عمر ضاهيت اليهودية لا ولكن أصلي حيث صلى رسول الله  فتقدم إلى القبلة فصلى ثم جاء فبسط ردائه وكنس الكناسة في ردائه وكنس الناس وهذا إسناد جيد اختاره الحافظ ضياء الدين المقدسي في كتابه المستخرج وقد تكلمنا على رجاله في كتابنا الذي أفردناه في مسند عمر ما رواه من الأحاديث المرفوعة وما روى عنه من الآثار الموقوفة مبوبا على أبواب الفقه ولله الحمد والمنة.

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني الربيع بن ثعلب نا أبو إسماعيل المؤدب عن عبد الله بن مسلم ابن هرمز المكي عن ابي الغالية الشامي قال قدم عمر بن الخطاب الجابية على طريق إيلياء على جمل أورق تلوح صلعته للشمس ليس عليه قلنسوة ولا عمامة تصطفق رجلاه بين شعبتي الرحل بلا ركاب وطاؤه كساء إنبجاني ذو صوف هو وطاؤه إذا ركب وفراشه إذا نزل حقيبته نمرة أو شملة محشوة ليفا هي حقيبته إذا ركب ووسادته إذ نزل وعليه قميص من كرابيس قد رسم وتخرق جنبه فقال ادعوا لي رأس القوم فدعوا له الجلومس فقال اغسلوا قميصي وخيطوه وأعيروني ثوبا أو قميصا فأتى بقميص كتان فقال ما هذا قالوا كتان قال وما الكتان فأخبروه فنزع قميصه فغسل ورقع وأتى به فنزع قميصهم ولبس قميصه فقال له الجلومس أنت ملك العرب وهذه البلاد لا تصلح بها الإبل فلو لبست شيئا غير هذا وركبت برذونا لكان ذلك أعظم في أعين الروم فقال نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فلا نطلب بغير الله بديلا فأتى ببرذون فطرح عليه قطيفة بلا سرج ولا رحل فركبه بها فقال احبسوا احبسوا ما كنت أرى الناس يركبون الشيطان قبل هذا فأتى بجمله فركبه.

وقال إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا سعدان بن نصر حدثنا سفيان عن أيوب الطائي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال لما قدم عمر الشام عرضت له مخاضة فنزل عن بعيره ونزع موقيه فأمسكهما بيده وخاض الماء ومعه بعيره فقال له أبو عبيدة قد صنعت اليوم صنيعا عظيما عند أهل الأرض صنعت كذا وكذا قال فصك في صدره وقال أولو غيرك يقولها يا أبا عبيدة إنكم كنتم أذل الناس وأحقر الناس وأقل الناس فأعزكم الله بالإسلام فمهما تطلبوا العز بغير يذلكم الله.

أما العهدة العمرية التي أجمع عليها صحابة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فهذا نصها: ( بِسْمِ اللهِ الرّحْمَنِ الرّحيمِ ، هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان - وإيلياء هي القدس - أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ، ولكنائسهم وصلبانهم ، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها ، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ، ولا ينتقص منها ولا من حيزها ، ولا من صليبهم ، ولا من شيء من أموالهم ، ولا يكرهون على دينهم ، ولا يضار أحد منهم ، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود - نعم أيها المسلمون ، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود - وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن ، وعليهم أن يخرجوا منها الروم ، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا أمنهم ، وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية ، شهد على ذلك خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، ومعاوية بن أبي سفيان وكتب وحضر سنة خمس عشرة )


عدل سابقا من قبل magdikamel في السبت سبتمبر 20, 2008 4:33 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.7rmia.yoo7.com
magdikamel
Admin
Admin
magdikamel


عدد الرسائل : 392
العمر : 40
الموقع : http://www.magdikamel.8m.com
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

عــمــر بـن الـخـطـاب Empty
مُساهمةموضوع: رد: عــمــر بـن الـخـطـاب   عــمــر بـن الـخـطـاب Icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 4:32 pm

عهد عمر بن الخطاب لأبى موسى الأشعري المتضمن شروط القضاء (14 هجرية)


استوفى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – في عهده إلى أبى موسى الأشعري شروط القضاء وبين أحكام التقليد، فقال فيه: أما بعد فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فافهم إذا أدلي إليك فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له، وأس بين الناس في وجهك وعدلك ومجلسك؛ حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك. البينة على من ادعى واليمين على من أنكر والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً أحل حراماً أو حرم حلالاً. ولا يمنعك قضاء قضيته أمس فراجعت اليوم فيه عقلك وهديت فيه لرشدك أن ترجع إلى الحق؛ فإن الحق قديم لا يبطله شئ ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل الفهم الفهم فيما تلجلج في صدرك ما ليس في كتاب الله تعالى ولا سنة نبيه ثم اعرف الأمثال والأشباه وقس الأمور بنظائرها واجعل لمن ادعى حقاً غائباً أو بينة أمداً ينتهي إليه، فمن أحضر بينة أخذت له لحقه واستحلل القضية عليه فإن ذلك أنفى للشك وأجلى للعمى. والمسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلوداً في حد أو مجرباً عليه بشهادة زور أو ظنيناً في ولاء أو نسب، فإن الله عفا عن الأيمان ودرأ بالبينات. وإياك والقلق والضجر والتأفف بالخصوم فإن الحق في مواطن الحق يعظم الله به الأجر ويحسن به الذكر والسلام.


خلافته


اوصى الخليفة الاول أبي بكر الصديق بتولي عمر الخطاب خلافة المسلمين بعد

وفاته حيث بويع أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" خليفة للمسلمين في اليوم

التالي لوفاة "أبي بكر الصديق" [22 من جمادى الآخرة 13 هـ: 23 من أغسطس 632م].

وبدأ الخليفة الجديد يواجه الصعاب والتحديات التي قابلته منذ اللحظة الأولى

وبخاصة الموقف الحربي الدقيق لقوات المسلمين بالشام، فأرسل على الفور

جيشًا إلى العراق بقيادة أبي عبيدة بن مسعود الثقفي" الذي دخل في معركة

متعجلة مع الفرس دون أن يرتب قواته، ولم يستمع إلى نصيحة قادة جيشه الذين

نبهوه إلى خطورة عبور جسر نهر الفرات، وأشاروا عليه بأن يدع الفرس

يعبرون إليه؛ لأن موقف قوات المسلمين غربي النهر أفضل، حتى إذا ما تحقق

للمسلمين النصر عبروا الجسر بسهولة، ولكن "أبا عبيدة" لم يستجب لهم،

وهو ما أدى إلى هزيمة المسلمين في موقعة الجسر، واستشهاد أبي عبيدة وأربعة

آلاف من جيش المسلمين.


" الفتوحات الإسلامية في عهد الفاروق "

بعد تلك الهزيمة التي لحقت بالمسلمين "في موقعة الجسر" سعى "المثنى بن

حارثة" إلى رفع الروح المعنوية لجيش المسلمين في محاولة لمحو آثار الهزيمة،

ومن ثم فقد عمل على استدراج قوات الفرس للعبور غربي النهر، ونجح في

دفعهم إلى العبور بعد أن غرهم ذلك النصر السريع الذي حققوه على المسلمين،

ففاجأهم "المثنى" بقواته فألحق بهم هزيمة منكرة على حافة نهر "البويب"

الذي سميت به تلك المعركة.

ووصلت أنباء ذلك النصر إلى "الفاروق" في "المدينة"، فأراد الخروج بنفسه

على رأس جيش لقتال الفرس، ولكن الصحابة أشاروا عليه أن يختار واحدًا غيره

من قادة المسلمين ليكون على رأس الجيش، ورشحوا له "سعد بن أبي وقاص"

فأمره "عمر" على الجيش الذي اتجه إلى الشام حيث عسكر في "القادسية".

وأرسل "سعد" وفدًا من رجاله إلى "بروجرد الثالث" ملك الفرس؛ ليعرض عليه

الإسلام على أن يبقى في ملكه ويخيره بين ذلك أو الجزية أو الحرب، ولكن الملك

قابل الوفد بصلف وغرور وأبى إلا الحرب، فدارت الحرب بين الفريقين، واستمرت

المعركة أربعة أيام حتى أسفرت عن انتصار المسلمين في "القادسية"، ومني

جيش الفرس بهزيمة ساحقة، وقتل قائده "رستم"، وكانت هذه المعركة من أهم

المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي، فقد أعادت "العراق" إلى العرب

والمسلمين بعد أن خضع لسيطرة الفرس قرونًا طويلة، وفتح ذلك النصر الطريق

أمام المسلمين للمزيد من الفتوحات.

** الطريق من المدائن إلى نهاوند **
أصبح الطريق إلى "المدائن" عاصمة الفرس ـ ممهدًا أمام المسلمين، فأسرعوا

بعبور نهر "دجلة" واقتحموا المدائن، بعد أن فر منها الملك الفارسي، ودخل

"سعد" القصر الأبيض ـ مقر ملك الأكاسرة ـ فصلى في إيوان كسرى صلاة

الشكر لله على ما أنعم عليهم من النصر العظيم، وأرسل "سعد" إلى "عمر"

يبشره بالنصر، ويسوق إليه ما غنمه المسلمون من غنائم وأسلاب.

بعد فرار ملك الفرس من "المدائن" اتجه إلى "نهاوند" حيث احتشد في جموع

هائلة بلغت مائتي ألف جندي، فلما علم عمر بذلك استشار أصحابه، فأشاروا

عليه بتجهيز جيش لردع الفرس والقضاء عليهم فبل أن ينقضوا على المسلمين،

فأرس عمر جيشًا كبيرًا بقيادة النعمان بن مقرن على رأس أربعين ألف مقاتل

فاتجه إلى "نهاوند"، ودارت معركة كبيرة انتهت بانتصار المسلمين وإلحاق

هزيمة ساحقة بالفرس، فتفرقوا وتشتت جمعهم بعد هذا النصر العظيم الذي أطلق

عليه "فتح الفتوح".

قوة الحق



كان قويا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم ، فقد ‏استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏‏على رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏وعنده ‏‏نسوة ‏من ‏قريش ،‏ ‏يكلمنه ويستكثرنه ، عالية أصواتهن على صوته ، فلما استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏قمن فبادرن الحجاب ، فأذن له رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-،‏ ‏فدخل ‏‏عمر ‏‏ورسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏يضحك ، فقال ‏‏عمر Sad‏ ‏أضحك الله سنك يا رسول الله )



فقال النبي ‏-صلى الله عليه وسلم-‏ ‏Sad عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي ، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب )



فقال ‏‏عمر Sad‏ ‏فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ) ثم قال عمر ‏Sad ‏يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم-) ‏



فقلن Sad نعم ، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-) ‏



فقال رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏Sad إيه يا ‏ابن الخطاب ‏، ‏والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا ‏فجا ‏قط إلا سلك ‏‏فجا ‏غير‏فجك )



ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن على مسامع قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمون يخرجون سرا ، وقال متحديا لهم : من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه

عمر في الأحاديث النبوية



رُويَ عن الرسـول -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث التي تبين فضل عمـر بن الخطاب نذكر منها

إن الله سبحانـه جعل الحق على لسان عمر وقلبه
الحق بعدي مع عمـر حيث كان
إن الشيطان لم يلق عمـر منذ أسلم إلا خرَّ لوجهه
ما في السماء ملك إلا وهو يوقّر عمر ، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- Sad رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأةِ أبي طلحة وسمعت خشفاً أمامي ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا بلال



ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا القصر ؟



قالوا : لعمر بن الخطاب ، فأردت أن أدخله فأنظر إليه ، فذكرت غيْرتك ) فقال عمر Sad بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار !)



وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- Sad بيْنا أنا نائم إذ أتيت بقدح لبنٍ ، فشربت منه حتى إنّي لأرى الريّ يجري في أظفاري ، ثم أعطيت فضْلي عمر بن الخطاب )



قالوا Sad فما أوّلته يا رسول الله ؟) قال Sad العلم )



قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- Sad بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم قمصٌ ، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك ، وعُرِضَ عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه )



قالوا Sad فما أوَّلته يا رسول الله ؟) قال Sad الدين )





** فتح مصر **
اتسعت أركان الإمبراطورية الإسلامية في عهد الفاروق عمر، خاصة بعد القضاء

نهائيًا على الإمبراطورية الفارسية في "القادسية" ونهاوند ـ فاستطاع فتح الشام

وفلسطين، واتجهت جيوش المسلمين غربًا نحو أفريقيا، حيث تمكن "عمرو بن

العاص" من فتح "مصر" في أربعة آلاف مقاتل، فدخل العريش دون قتال، ثم

فتح الفرما بعد معركة سريعة مع حاميتها، الرومية، واتجه إلى بلبيس فهزم جيش

الرومان بقيادة "أرطبون" ثم حاصر "حصن بابليون" حتى فتحه، واتجه بعد

ذلك إلى "الإسكندرية" ففتحها، وفي نحو عامين أصبحت "مصر" كلها جزءًا

من الإمبراطورية الإسلامية العظيمة.

وكان فتح "مصر" سهلاً ميسورًا، فإن أهل "مصر" ـ من القبط ـ لم يحاربوا

المسلمين الفاتحين، وإنما ساعدوهم وقدموا لهم كل العون؛ لأنهم وجدوا فيهم

الخلاص والنجاة من حكم الرومان الطغاة الذين أذاقوهم ألوان الاضطهاد وصنوف

الكبت والاستبداد، وأرهقوهم بالضرائب الكثيرة ، والمكوس التي لا يقدرون

عليها

كان "عمر بن الخطاب" نموذجًا فريدًا للحاكم الذي يستشعر مسئوليته أمام الله

وأمام الأمة، فقد كان مثالا نادرًا للزهد والورع، والتواضع والإحساس بثقل التبعة

وخطورة مسئولية الحكم، حتى إنه كان يخرج ليلا يتفقد أحوال المسلمين،

ويلتمس حاجات رعيته التي استودعه الله أمانتها، وله في ذلك قصص عجيبة

وأخبار طريفة، من ذلك ما روي أنه بينما كان يعس بالمدينة إذا بخيمة يصدر

منها أنين امرأة، فلما اقترب رأى رجلا قاعدًا فاقترب منه وسلم عليه، وسأله عن

خبره، فعلم أنه جاء من البادية، وأن امرأته جاءها المخاض وليس عندها أحد،

فانطلق عمر إلى بيته فقال لامرأته "أم كلثوم بنت علي" ـ هل لك في أجر ساقه

الله إليك؟ فقالت: وما هو؟ قال: امرأة غريبة تمخض وليس عندها أحد ـ قالت نعم

إن شئت فانطلقت معه، وحملت إليها ما تحتاجه من سمن وحبوب وطعام،

فدخلت على المرأة، وراح عمر يوقد النار حتى انبعث الدخان من لحيته، والرجل

ينظر إليه متعجبًا وهو لا يعرفه، فلما ولدت المرأة نادت أم كلثوم "عمر" يا أمير

المؤمنين، بشر صاحبك بغلام، فلما سمع الرجل أخذ يتراجع وقد أخذته الهيبة

والدهشة، فسكن عمر من روعه وحمل الطعام إلى زوجته لتطعم امرأة الرجل، ثم

قام ووضع شيئًا من الطعام بين يدي الرجل وهو يقول له: كل ويحك فإنك قد

سهرت الليل!

وكان "عمر" عفيفًا مترفعًا عن أموال المسلمين، حتى إنه جعل نفقته ونفقة

عياله كل يوم درهمين، في الوقت الذي كان يأتيه الخراج لا يدري له عدا فيفرقه

على المسلمين، ولا يبقي لنفسه منه شيئا.

وكان يقول: أنزلت مال الله مني منزلة مال اليتيم، فإن استغنيت عففت عنه، وإن

افتقرت أكلت بالمعروف.

وخرج يومًا حتى أتى المنبر، وكان قد اشتكى ألمًا في بطنه فوصف له العسل،

وكان في بيت المال آنية منه، فقال يستأذن الرعية: إن أذنتم لي فيها أخذتها، وإلا

فإنها علي حرام، فأذنوا له فيها.

** عدل عمر وورعه **
كان عمر دائم الرقابة لله في نفسه وفي أعماله وفي رعيته، بل إنه ليشعر بوطأة

المسئولية عليه حتى تجاه البهائم العجماء فيقول: "والله لو أن بغلة عثرت بشط

الفرات لكنت مسئولا عنها أمام الله، لماذا لم أعبد لها الطريق".

وكان "عمر" إذا بعث عاملاً كتب ماله، حتى يحاسبه إذا ما استعفاه أو عزله عن

ثروته وأمواله، وكان يدقق الاختيار لمن يتولون أمور الرعية، أو يتعرضون

لحوائج المسلمين، ويعد نفسه شريكًا لهم في أفعالهم.

واستشعر عمر خطورة الحكم والمسئولية، فكان إذا أتاه الخصمان برك على ركبته

وقال: اللهم أعني عليهم، فإن كل واحد منهما يريدني على ديني.

وقد بلغ من شدة عدل عمر وورعه أنه لما أقام "عمرو بن العاص" الحد على

"عبد الرحمن بن عمر" في شرب الخمر، نهره وهدده بالعزل؛ لأنه لم يقم عليه

الحد علانية أمام الناس، وأمره أن يرسل إليه ولده "عبد الرحمن" فلما دخل عليه

وكان ضعيفًا منهكًا من الجلد، أمر "عمر" بإقامة الحد عليه مرة أخرى علانية،

وتدخل بعض الصحابة ليقنعوه بأنه قد أقيم عليه الحد مرة فلا يقام عليه ثانية،

ولكنه عنفهم، وضربه ثانية و"عبد الرحمن" يصيح: أنا مريض وأنت قاتلي، فلا

يصغي إليه. وبعد أن ضربه حبسه فمرض فمات!!


** ماتقول لربك غدا؟ **
يقول الأحنف بن قيس: كنت مع عمر بن الخطاب فلقيه رجل فقال: يا أمير

المؤمنين انطلق معي فأعدني على فلان فقد ظلمني.. فرفع عمر درته وخفق بها

رأس الرجل , فانصرف الرجل غضبان أسفا , فقال عمر: علي بالرجل فلما عاد ,

ناوله مخفقته وقال له: خذ واقتص قال الرجل: لا والله , ولكني أدعها لله.. .

وانصرف , وعدت مع عمر إلى بيته فصلى ركعتين ثم جلس يحاسب نفسه

ويقول: ـ ابن الخطاب؟ كنت وضيعا فرفعك الله , وكنت ضالاً فهداك الله , وكنت

ذليلاً فأعزك الله. ثم حملك على رقاب الناس فجاءك رجل يستعديك فضربته فماذا

تقول لربك غدا إذا اتيته؟! هذا هو أمير المؤمنين الذي استقبل الناس جيوشه

كأنها البشريات. هاهو ذا يعدو ويهرول وراء بعير أفلت , ويلقاه علي بن أبي

طالب فيسأله: إلى أين يا أمير المؤمنين؟ فيجيب عمر: بعير من إبل الصدقة

اطلبه. فقال له علي: لقد اتعبت الذين سيجيئون بعدك.. فيجيبه عمر: والذي بعث

محمدا بالحق لو أن عنزا ذهبت بشاطئ الفرات لأخذ بها عمر يوم القيامة.


** إنجازات عمر الإدارية والحضارية **
وقد اتسم عهد الفاروق "عمر" بالعديد من الإنجازات الإدارية والحضارية، لعل

من أهمها أنه أول من اتخذ الهجرة مبدأ للتاريخ الإسلامي، كما أنه أول من دون

الدواوين، وقد اقتبس هذا النظام من الفرس، وهو أول من اتخذ بيت المال، وأول

من اهتم بإنشاء المدن الجديدة، وهو ما كان يطلق عليه "تمصير الأمصار"،

وكانت أول توسعة لمسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) في عهده، فأدخل فيه

دار "العباس بن عبد المطلب"، وفرشه بالحجارة الصغيرة، كما أنه أول من قنن

الجزية على أهل الذمة، فأعفى منها الشيوخ والنساء والأطفال، وجعلها ثمانية

وأربعين درهمًا على الأغنياء، وأربعة وعشرين على متوسطي الحال، واثني عشر

درهمًا على الفقراء.

هذا حسب المنظور السني أما الشيعة فيجدون عليه الكثير من الأمور كتقدم

الخليفة الشرعي بعد رسول الله وهو علي بن أبي طالب حسب عقيدتهم ,

وغلظته ,و استبداده , واعتدائه على بيت رسول الله ولا يرون فيه تلك الشخصية

المرموقة كما عند السنة .

فتحت في عهده بلاد الشام و العراق و فارس و مصر و برقة و طرابلس الغرب

وأذربيجان و نهاوند و جرجان. و بنيت في عهده البصرة والكوفة. وكان عمر

أوّل من أخرج اليهود من الجزيرة العربية الى الشام.

وفاته

كان عمر يتمنى الشهادة في سبيل الله و يدعو ربه لينال شرفها :

" اللهم أرزقني شهادة في سبيلك و اجعل موتي في بلد رسولك".

و في ذات يوم وبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو لؤلؤة المجوسي

(غلاما للمغيرة بن شعبة) عدة طعنات في ظهره أدت الى مماته ليلة الأربعاء

لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث و عشرين من الهجرة، و لما علم قبل

وفاته أن الذي طعنه مجوسي حمد الله تعالى أن لم يقتله مسلم. و دفن الى جوار

سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم و سيدنا أبي بكر الصديق في الحجرة

النبوية الشريفة الموجودة الآن في المسجد النبوي في المدينة المنورة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.7rmia.yoo7.com
 
عــمــر بـن الـخـطـاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حـــــــــــــــرامية :: { القسم الاسلامي } حراميه اه لكن نعرف ربنا :: المنتدى الاسلامى العام-
انتقل الى: